
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر الشمال
الله يحييك يا بن جاخ
يا أخي غير اسمك هذا صعب مره
حياك الله يا بحر الشمال , كان بودي أن تكون بحر الجنوب .
ليس ذنبي أنك قليل معلومات بشعراء الأدب العربي الأندلسي , وعن ابن جاخ تحديداً . وإن كنت أشك في ذلك . فأسلوبك يوحي بذائقة أدبية , على الرغم من تمهنك اللهجة العامية .
لقد ألهمتني أن أكتب معلومات عن ابن جاخ , بحسب معلوماتي عنه , وأملي ممن يعرف غير ما ذكرته أن يورده لنا مشكوراً .
ابن جاخ البطليوسي
كنيته (ابن جاخ البطليوسي) نسبة إلى مدينة بطليوس (وهي مدينة تقع على نهر وادي آنه عند الحدود البرتغالية)
وهو شاعر جيد الشعر له قصائد وأبيات جميلة وبديعة لا تقل شرفاً وجودة عن قصائد المشهورين من شعراء
الأندلس كابن زيدون وولادة وغيرهما
كان ابن جاخ يعيش في مدينة بطليوس يعمل في الصباغة ، وكانت بطليوس حينذاك تحت يد بني الأفطس وقد
اضطرب ملكهم، فساءت أحواله وكسدت بضاعته فقرر الرحيل إلى مملكة أشبيلية، حيث العيش الرغد والحياة
المستقرة عند بني عباد، وليس في إيدينا الكثير من الأخبار عنه إلا أننا نجده قد مكث في مملكة إشبيليا زمناً
ليس باليسير منذ وفادته على المعتضد ومنادمته فيما بعد مع ابنه المعتمد.
ولابن جاخ شعر رقيق في النسيب والوصف
أيّ شاعر لا يقرأ ولا يكتب تستجيد قريحته هذا الجمال؟.. إن لم يكن شاعر مليء بالإحساس المرهف والفطرة
والموهبة والذوق العربي الأخاذ، عند ذلك لا يجد عنتاً في استخراج المعاني والألفاظ التي تضع ذلك المشهد في
صوره فنية رائعة تأخذك إلى أيام العذريين كالمجنون وجميل وكثير، وأنظر إلى هذا المجاز الرائع البديع عندما
يقلب المصيبة إلى مدح وفخر حينما يواسي الأمير المتوكل عندما سقط من فرسه هي بلا شك لا تتأتى إلا لشاعر
مجرب محنك يقول:
لا عتب للطرف ان زلت قوائمه **** ولا يدنسه من عاتب دنس
حملت جوداً وبأساً فوقه ونهى **** وكيف يحمل هذا كله الفرس
ولعل ابن جاخ حباه الله بسرعة بديهة وجواب حاضر ولربما كانت تلك من أهم المميزات التي جعلته مقرباً
ومحبوباً عند الخاصة والعامة ولم يتأت له ذلك إلا من خلال مخزون لغوي وموهبة فطر عليها جعله يرتجل الشعر
ارتجالاً دون أن يزور شيئاً في نفسه فيأتي بالحسن ولا يخطأه فعرفه كبار القوم قبل صغارهم ومما يدل على
سرعة بديهيتة وتمكنه أن ابن جاخ قصد فخر الدولة أبا عمرو عباد بن محمد عباد (المعتضد) فلما وصل إليه
ودخل عليه قال له أجز:
إذا مررت بركب العيس حييها
فقال ابن جاخ في الحال:
يا ناقتي فعسى أحبابنا فيها
ثم زاد وقال:
ياناق عوجي على الأطلال عل بها **** منهم غريب يراني كيف أبكيها
أو كيف أرفض طيب العيش بعدهم **** أو كيف أسبل دمعي في مغانيها
إني لأكتم أشواقي وأسترها **** جهدي ولكن دمع العين يبديها
ولولم يكن من روائعه إلا قصته الآتية لكفى الأدب العربي أن يفخر بها عنه .
وحسبي أن أشير إلى هذه الحادثة الطريفة والجميلة لابن جاخ عندما وفد على بلاط بني عباد هي في حد ذاتها حكاية
ظريفة تنم عن شاعر ذكي أراد بحسن التخلص أن يصل إلى ما يطمح إليه قال المقري .
وقد أوردها الفانوس السحري في قسم اللغة العربية بهذا الإلقاء الجميل .
http://www.ka3b.com/vb/showthread.php?t=35399
[YOUTUBE]46VNmBrM-q8[/YOUTUBE]
ابن جاخ شاعر مقل مطبوع جل شعره في الوصف والنسيب والمدح ولم يلق من الشهرة والصيت إلا كما ذكرنا
في دولة بني عباد ولقد أهمله كثير من المؤرخين والرواة فلم يصلنا من شعره إلا النزر اليسير، وهو بعد شاعر
بعيد عن التكلف تأتي صوره وتشبيهاته عفوية من ثقافته التي جبل عليها وإن كان لا يقرأ ولا يكتب ويرجح
الدكتور عمر فروخ وفاته سنة (480 هـ) فسقوط أشبيلية بيد المرابطين كان سنة 484 هـ وبعدها لا نرى لابن
جاخ وجوداً، فإما إنه مات أو اعتزل الحياة والناس، فالمصادر التي بين أيدينا لم تحدد سنة وفاته كما أنها لم
تحدد سنة ولادته، ولكن جل تلك الأحداث وقعت في القرن الخامس الهجري إبان حكم ملوك الطوائف للأندلس.
المفضلات